ارتفاع أسعار الفضة في الأسواق المحلية: الجنيه الفضة يسجل 444 جنيهًا مع تصاعد التوترات التجارية وضعف الدولار

 

شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك بالتزامن مع صعود أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وسط حالة من ضعف الدولار الأمريكي وتصاعد النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" Safe Haven Hub.

وأوضح التقرير أن أسعار الفضة قد ارتفعت اليوم، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 48 جنيهًا، مقارنةً بأسعار ختام تعاملات أمس، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا لتسجل 32.19 دولار أمريكي، وهو ما يعكس التأثير المباشر للتوترات الاقتصادية العالمية على أسعار المعادن الثمينة.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن سعر جرام الفضة عيار 999 سجل 60 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام الفضة عيار 925 حوالي 55.50 جنيهًا، وسجل الجنيه الفضة (عيار 925) مستوى 444 جنيهًا، ما يدل على استمرار الاتجاه الصعودي في السوق المحلي بالتزامن مع تحركات البورصة العالمية.

كما أوضح التقرير أن الأسبوع الماضي شهد بدوره ارتفاعًا في أسعار الفضة في السوق المحلي بقيمة 2 جنيه، حيث افتتح جرام الفضة عيار 800 تعاملات الأسبوع عند 45 جنيهًا، ولامس مستوى 48 جنيهًا، قبل أن يختتم الأسبوع عند 47 جنيهًا. في المقابل، ارتفعت الأوقية في الأسواق العالمية من 29.56 دولار عند بداية الأسبوع، لتصل إلى 32.24 دولار بنهاية تعاملات الأسبوع، بزيادة قدرها 2.68 دولار.

ويُعزى ارتفاع أسعار الفضة في البورصة العالمية إلى تزايد الطلب من المستثمرين، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يُعد أحد المحفزات الرئيسية لارتفاع أسعار المعادن النفيسة وعلى رأسها الفضة.

كما لا يزال الطلب الفعلي من الصين يُشكل عاملًا داعمًا لسوق الفضة، خاصة مع الدور المزدوج الذي تلعبه الفضة كمعدن ثمين ومعدن صناعي في الوقت نفسه. وتُراقب الأسواق عن كثب التطورات المرتبطة بالمفاوضات الجارية بشأن تخفيف الرسوم الجمركية وإعادة تنظيم سلاسل الإمداد العالمية، إذ من الممكن أن تساهم هذه التحركات في تعزيز الطلب الصناعي على الفضة، وبالتالي دفع الأسعار لمزيد من الارتفاع.

وقد لعبت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة المتعلقة بالرسوم الجمركية دورًا محوريًا في التحولات الحالية، حيث أعلن في ما وصفه بـ"يوم التحرير" عن فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الصين، مع تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا لمعظم الرسوم على باقي الدول. هذه القرارات أثرت بشكل مباشر على الأسواق، وأدت إلى تراجع قيمة الدولار إلى أدنى مستوياته، وانهيار نسبي في سوق الأسهم، ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الذهب والفضة بشكل ملحوظ.

ويترقب المستثمرون الآن خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الأربعاء، بالإضافة إلى صدور بيانات مؤشر جامعة إمباير ستيت، والتي من شأنها أن تقدم إشارات مهمة حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية والتوقعات الاقتصادية المستقبلية، مما قد يساهم بدوره في رسم ملامح المرحلة القادمة لأسواق الذهب والفضة